أخرجه البخاري في كتاب المرض، باب:(فضل من ذهب بصره)، برقم: 5653
عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول
إنَّ الله قال إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه فصبر عوَّضه منهما الجنَّة. يريد عينيه.
حديث جزاء
الصبر على فقد العينين
شرح الحديث:
(بحبيبتيه) بالتثنية أي محبوبتيه، إذ هما أحب أعضاء الإنسان إليه، لما
يحصل له بفقدهما من الأسف الشديد، على فوات رؤيته من خير، فيسر به، أو شر فيجتنبه،
(فصبر) لتذكره ما وعد الله به الصابرين من الثواب. وزاد الترمذي: (واحتسب). (عوضته
منهما الجنة) وهي أعظم العوض، لأن الالتذاذ بالصبر يفني بالموت مع أن الالتذاذ بالجنة
باق لا يفنى. وفي حديث أبي أمامة في الأدب للبخاري: (إذا أخذت كريمتك، فصبرت عند
الصدمة الأولى واحتسبت) قال في الفتح: فأفاد أن الصبر النافع هو ما يكون في أول
وقوع البلاء، فيفوض ويسلم، فلو ضجر في أول وهلة، ثم يئس فصبر لا يحصل له الغرض
المقصود. والله أعلم.
وأخرجه الترمذي في صحيحه في كتاب الزهد، باب: (ما جاء في ذاهب البصر)،
برقم:2402.
عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ الله يقول
إذا أخذت كريمتي عبدي في الدُّنيا لم يكن له جزاء عندي إلا الجنَّة. قال أبو عيسى
الترمذي رحمه الله تعالى: حديث حسنٌ غريبٌ.
والحديث الغريب: ما كان بعض طبقات سنده رواه واحد،
ولو تعددت المواضع. والغرابة في سند الحديث لا تجعله ضعيفاً، حيث تكون طبقة
الانفراد من رجال الصحة أو الحسن.
وأخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعاً إلى النبي صلى الله
عليه وسلم. في كتاب الزهد، باب: ما جاء في ذهاب البصر برقم: 2403
يقول الله عزَّ وجلَّ من أذهبتُ حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً إلا
الجنَّة. قال الترمذي رحمه الله حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
حديث ثواب قبض
الولد
أخرجه البخاري رحمه الله في كتاب الرقائق، باب: (العمل يبتغي به وجه
الله)، برقم: 6423
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى ما
لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيَّه من أهل الدُّنيا ثمَّ احتسبه إلا الجنَّة.
قال القسطلاني رحمه الله تعالى: والحديث من أفراد البخاري أي لم يخرجه مسلم في
صحيحه.
شرح الحديث:
(ما لعبدي المؤمن جزاء) أي ثواب (إذا قبضت صفيه) بفتح الصاد، وكسر الفاء،
وتشديد الياء وهو الحبيب المصافي، كالوالد والأخ، وكل من أحبه الإنسان (من أهل
الدنيا) أي حال كون هذا الصفي من أهل الدنيا (ثم احتسبه) أي صبر راجياً الثواب من
الله تعالى (إلا الجنة) بالرفع بدل من جزاء، أي ليس له الجنة ثواباً له من الله
جزاء صبره على فقد صفيه، واحتسبه أي ادخره عند الله تعالى. والله تعالى أعلم.
وأخرجه النسائي في سننه في كتاب الجنائز، باب: من يتوفى له ثلاثة أولاد
برقم:1870
* عن أبي هريرة عن النَّبيَّ صل الله عليه وسلم قال ما من مسلمين يموت
بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنثَ ألا أدخلهما الله بفضل رحمته إيَّاهم الجنَّة
قال يقال لهم ادخلوا الجنَّة فيقولون حتَّى يدخل آباؤنا فيقالُ ادخلوا الجنَّة
أنتم وآباؤكم.
وأخرجه ابن ماجه في سننه حديثين في باب: (ما جاء في الصبر على المصيبة)
أحدهما عام في كل مصيبة، والثاني في ثواب المصيبة بفقد السقط فيكون المصيبة بفقد
الولد أولى بذلك قال في كتاب الجنائز، باب: ما جاء في الصبر على المصيبة، برقم:
1597
* عن أبي أمامة عن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال يقول الله سبحانه ابن
آدم إنْ صبرت واحتسبت عند الصَّدمة الأولى لم أرضَ لك ثواباً إلا الجنَّة.
وفي الزوائد: إسناد حديث أبي أمامة صحيح، ورجاله ثقات.
وقال في كتاب الجنائز باب: ما جاء فيمن أصيب بسقط برقم: 1608
* عن عليًّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ
السَّقْطَ ليراغم ربَّه إذا أدخل أبويه النَّار فيقال أيُّها السَّقْطُ المراغم
ربَّه أدخل أبويك الجنَّة فيجرّهما بِسَرَرِهِ حتَّى يدخلهما الجنَّة.
(قوله: بِسَرَرِهِ) هو بفتحتين، وتكسر السين، ما تقطعه القابلة، وهو
السُّر بالضم أيضاً، وأما السُّرَّةُ فهي ما يبقى بعد القطع. (قوله ليراغم) أي:
يغاضب ويجادل.
حديث ثواب قبض
الولد
أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب: فضل المصيبة إذا احتسب، برقم: 1021
* عن أبي موسى الأشعريَّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات
ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضم ثمرة فؤاده
فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لعبدي
بيتاً في الجنَّة وسموه بيت الحمد. قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
شرح الحديث:
قوله تعالى: (قبضم ولد عبدي، قبضم ثمرة فؤاده) الكلام على الاستفهام، وليس
المقصود به حقيقة الاستفهام، بل المقصود منه التمهيد إلى ما يأتي بعده، وهو تحقيق
الجزاء وإظهار الملائكة الكرام عليه، وقد قالوا أولاً: في شأن آدم: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) الآية. وقوله:
(بيت الحمد) الإضافة إما للسببية. أي بيت في الجنة سببه الحمد الذي صدر منه عند
إصابته بفقد ولده، واسترجاعه، وقوله: (إنا لله وإنا إليه
ترجعون) وإما من إضافة المسمى إلى اسمه، أي بيت، اسمه الحمد. وإما للتشريف،
مثل بيت للكعبة المشرفة، رزقنا الله الإنابة والرجوع إليه والرضا بقضائه آمين.
حديث (في فضل
المريض الذي يحمد ربه)
أخرجه الإمام مالك في الموطأ في كتاب العين، باب: ما جاء في فضل المريض
برقم: 1750
عن عطاء بن يسنارٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مرض العبد
بعث الله تعالى إليه ملكين فقال انظرا ماذا يقول لعوَّاده فإن هو إذا جاءوه حمد
الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله عزَّ وجلَّ وهو أعلم فيقول لعبدي عليَّ إنْ
توفَّيته أنْ أدخله الجنَّة وإنْ أنا شفيته أن أبدل له لحماً خيراً من لحمه ودماً
خيراً من دمه وأنْ أكفَّرَ عنه سيئَّاته.
شرح الحديث:
غير أن فضل المريض وكفارة المرض قد جاء فيها أحاديث كثيرة في الصحيحين
وغيرهما ففي البخاري: عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من
مصيبة تصيب المسلم، إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها)) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، وهو يوعك وعكاً شديداً، فقلت: يا رسول الله،
إنك لتوعك وعكاً شديداً، قلت: إن ذاك بأن لك أجرين، قال: أجل، ما من مسلم يصيبه
أذى، إلا حات الله عنه خطاياه، كما تحات ورق الشجر. ا.هـ والله أعلم.
حديث (الحمى هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا...الخ)
أخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب الطب، باب: الحمى، برقم: 3470
عن أبي هريرة عن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّه عاد مريضاً ومعه أبو
هريرة من وعكٍ كان به فقال رسول الله صلى الله عيه وسلم أبشر فإنَّ الله يقول هي
ناري أُسلَّطها على عبدي المؤمن في الدُّنيا لتكون حظَّه من النَّار في الآخرة.
طباعة
ارسال