هو الإمام العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي المعافري.
ولد في إشبيلية - لما كانت كبرى عواصم الأندلس - في يوم الخميس 22 من شهر شعبان سنة 468 في بيت من أعظم بيوتها بعد بيت مليكها المعتمد بن عباد . وكان أبوه عبد الله بن محمد بن العربي من وجوه علماء الدولة وكبار أعيانها، كما كان خاله أبو القاسم الحسن بن أبي حفص الهوزني في مكانة رفيعة من المجتمع الأندلسي .
ولما بلغ السابعة عشر قضى الله بسقوط دولة آل عباد في سنة 485، فخرج به أبوه من إشبيلية يوم الأحد مستهل ربيع الأول قاصدا شمال إفريقية فكان أول نزولهم في ثغر أنشئ من سنين قريبة على ساحل بلاد الجزائر، وهو ثغر (بجاية).
ثم ركبوا البحر مشرقين إلى ثغر (المهدية).
قال عن نفسه: حذقت القرآن وأنا ابن تسع سنين، ثم ثلاثا لضبط القرآن والعربية والحساب، فبلغت ستة عشر سنة وقد قرأت من الأحرف -أي من القراءات- نحو من عشرة بما يتبعها من إظهار وإدغام ونحوه . وتمرنت في الغريب والشعر واللغة ".
رحل إلى: مصر, والقدس, ودمشق, وبغداد, والحرمين.
مشايخه:
أبو عبد الله الكلاعي, وأبو الحسن بن علي بن محمد بن ثابت الحداد الخولاني المقرئ, وأبو عبد الله محمد بن علي المازري التميمي, وأبو الحسن بن شرف، مهدي الوراق، وأبو الحسن بن داود الفارسي, ابن الكازروني, وأبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي, الحافظ أبي محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني الأنصاري الدمشقي, وأبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات, وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي المعروف بابن الطيوري, وأبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز, وأبو المعالي ثابت بن بندار البقال المقرئ, والقاضي أبو البركات طلحة بن أحمد بن طلحة العاقولي الحنبلي, وفخر الإسلام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي الشافعي, وأبو حامد الغزالي. وغيرهم كثير.
مصنفاته:
أنوار الفجر في تفسير القرآن, قانون التأويل في تفسير القرآن, أحكام القرآن, الأحكام الصغرى, الناسخ والمنسوخ في القرآن, كتاب المشكلين, كتاب النيرين, القبس, عارضة الأحوذي, عارضة الأحوذي شرح جامع الترمذي, العواصم من القواصم, المحصول في علم الأصول, الإنصاف، في مسائل الخلاف, شرح غريب الرسالة لابن أبي زيد القيرواني, الكافي في أن لا دليل على النافي. وغيرها.
وفاته:
بعد سقوط دولة بني تاشفين على يد عبد المؤمن بن علي صاحب دولة الموحدين في أواخر شيخوخته . وعقب ذلك أخذت وفود مدائن الأندلس تفد على مراكش طالبة من عبد المؤمن الاستيلاء على بلادهم من بقايا المرابطين . وحضر في سنة 542 وفد (إشبيلية) برئاسة عظيمها وكبير علمائها الإمام أبي بكر بن العربي . ولسبب غامض لا نعرفه إلى الآن حبس عبد المؤمن هذا الوفد في مراكش نحو عام، ثم سرحوا، فأدركته منيته منصرفه من مراكش في موضع يسمي (أغلان) على مسيرة يوم من فاس غربا منها، فاحتمل ميتا إلى فاس في اليوم الثاني من موته، وصلى عليه صاحبه أبو الحكم بن حجاج، ودفن في يوم الأحد 7 ربيع الأول سنة 543 خارج المحروق أعلى مدينة فاس بتربة القائد مظفر . رحمه الله.
طباعة
ارسال