أخرج البيهقي في دلائل النبوة فقال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال: توفي أخي وكان أصومنا في اليوم الحار وأقومنا في الليلة الباردة قال: فجئته وخرجت في شراء كفنه فرجعت إليه- أو قال: البيت- وقد كشف الثوب عن وجهه وقال: السلام عليكم فقلنا: أبعد الموت؟ قال: نعم إني قدمت على ربي بعدكم فتلقاني بروح وريحان ورب غير غضبان وكساني ثياباً خضراً من سندس وإستبرق وإني لقيت محمداً صلى الله عليه وسلم وقد أقسم أن يبرح حتى آتيه فعجلوا بي ولا تحبسوني والأمر أيسر بما في أنفسكم ولا تغتروا قال: فما شبهت نفسه عند ذلك إلا حصاة ألقيتها فرسبت، قال: فذكرت ذلك لعائشة فقالت: قد بلغنا أنه «سيكون في هذه الأمة رجل يتكلم بعد موته».
*درجة الحديث:
الحديث ضعيف: فإن جميع أسانيده فيها انقطاع بين ربعي بن حراش وعائشة رضي الله عنهما إلا إسناد البيهقي المذكور ولكن في إسناد البيهقي عبد الملك بن عمير وهو ثقة مدلس وقد عنعن ولم يصرح بالسماع وعبد الملك بن عمير هذا ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي مرتبة لم يحتج الأئمة من أحاديث أهلها إلا بما صرحوا فيه بالسماع، تقريب التهذيب 1/521، تعريف أهل التقديس ص 23-96، وبقية رجال إسناد البيهقي بين ثقة وصدوق.
*تحقق النبوءة:
قد تحقق ما تنبأ به النبي الصادق صلى الله عليه وسلم حيث تكلم رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو ربيع أخو الربعي بن حراش رضي الله عنهما بعد مماته كما جاء ذلك مصرحاً في الحديث مع الكلام به.
المصدر:
نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام ما تحقق منها وما يتحقق: د. محمد ولي الله الندوي.
طباعة
ارسال