أخرج البيهقي في دلائل النبوة فقال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد ابن عيسى العطار بمرو ثنا عبدان بن محمد الحافظ ثنا الفضل بن سهل البغدادي وكان يقال له الأعرج ثنا يقعوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن ابن شهاب ثنا إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصاري عن أبيه أن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم؟ قال: نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل وأجدني أحب الحمد ونهانا عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهانا أن نرفع أصوتنا فوق صوتك وأنا جهير الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة» قال: بلى يا رسول الله وقال: فعاش حميداً وقتل شهيداً يوم مسيلمة الكذاب.
*درجة الحديث:
الحديث بمجموعة طرقه صحيح: صححه الحاكم والذهبي.
ويؤيد صحة الحديث وجود أصل الحديث في صحيح البخاري من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه وقد أخرجه البخاري في كتاب التفسير49- سورة الحجرات باب لا ترفعوا أصواتكم 8/590 (ح4846) ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالساً في بيته منكساً رأسه فقال له ما شأنك فقال شَرٍّ كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة فقال اذهب إليه فقل له لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة وقد أخرجه مسلم كذلك مختصراً من رواية أنس رضي الله عنه 1/110 (ح199).
*تحقق النبوءة:
هكذا وقع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقد عاش سيدنا ثابت بن قيس رضي الله عنه حميداً فلما كان يوم اليمامة انكشف المسلمون في أول مرحلة من المعركة فرأى ذلك ثابت رضي الله عنه فتحنط وقال ما هكذا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم أقرانكم اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء ثم قاتل حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه وبهذا تحقق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة».
المصدر:
نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام ما تحقق منها وما يتحقق: د. محمد ولي الله الندوي.
طباعة
ارسال