معناها:
معنى السخرية والاستهزاء هو الاستهانةُ والتحقيرُ والتنبيهُ على العيوبِ والنقائصِ على وجه يُضْحَكُ منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاةِ في الفعلِ والقولِ، وقد يكون بالإشارةِ والإيماءِ.
حكمها:
السخرية والاستهزاء بالآخرين محرمٌ وخاصةً عندما يتأذى به المُسْتَهَزا به.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات:11].
- عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المستهزئين بالناسِ يُفْتَحُ لأحدهم بابٌ من الجنَّةِ فيقالُ له هَلُمَّ فيَجيء بكربهِ وغَمّه فإذا جاءَه أُغلِقَ دُونَهُ، ثم يُفْتَحُ له بابٌ آخرُ فيقالُ هَلُمَّ هَلُمَّ فيجيء بكربهِ وغَمّه فإذا جاءَ أُغلِقَ دُونَه، فما يزالُ كذلِكَ حتى إنَّ أحدَهم ليُفْتَحُ لهُ البابُ من أبوابِ الجنّةِ، فيقال له هَلُمّ فما يأتيه من الإياس». (رواه البيهقي مرسلاً)
- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عَيَّرَ أخاه بذنبٍ لم يَمُتْ حتى يَعْمَلَهُ». (رواه الترمذي)
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بحسب امرِئ من الشّرِّ أنْ يحقر أخَاه المُسلمَ». (رواه مسلم)
- وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا﴾.
إن الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمن والكبيرة القهقهة بذلك.
العبرة والتطبيق:
أيها الناشئة [المؤمن والمؤمنة]:
الآن وقد فهمت معنى السخرية والاستهزاء بالآخرين وعرفت الحكم ونهي الله ورسوله عن ذلك فما أحراك أن تعمل على ما يلي:
1- استغفر الله وتب من كل ما صدر منك سابقاً من سخرية واستهزاء بالآخرين.
2- خذ العهد على نفسك أمام الله أن لا تسخر ولا تستهزئ من أحد أبداً.
3- إذا غفلت عن الله، وبادرت بالسخرية أو الاستهزاء بالآخرين، فما عليك إلا أن تقف عن فعلك وقولك، وتستغفر الله أمام الآخرين مشيراً لسبب استغفارك حتى يتعظوا من ذلك ثم تب إلى الله، واعقد العزم أن لا تعود لمثلها أبداً.
4- لا تجالس ولا تضحك ممن يسخر ويستهزئ بالآخرين.
5- قم بنصح الآخرين الذين يتصفون بهذه الصفة واهجرهم إن لم يتركوا ذلك.
6- راقب أخوتك الصغار وبين لهم سوء هذا الخلق إن أرادوا أن يقوموا به.
* المرجع:
- الآداب الشرعية: الإمام محمد بن مفلح.
- الآداب الإسلامية: د. محمد خير فاطمة.
- خلق المسلم: د. وهبة الزحيلي.
طباعة
ارسال