الحق عزّ وجلّ اسم الله فاطر السماوات والأرض وصفة لذاته القدسية ولم يشاركه أحد من خلقه في هذه الصفة لا حقيقة ولا مجازا فهو واجد الوجود بالحق وكما بدأ أول خلق يعيده وعدا عليه حقا.
وقد عرفه خلقه بما خلق ، وعرفه خواصه بنوره فهو الحق المبين يقول تعالى في المؤمنون /116 " فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ". والله الحق الوكيل، هو الحق ولا حق غيره، قال عزّ وجلّ في سورة النور /25 :﴿يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين ﴾.
ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار فهو الله الحق في قوله الكريم في سورة الكهف /45 : ﴿ ذلك بأنّ الله هو الحق وانه يحي الموتى وانه على كل شيء قدير ﴾.
ويومئذ لا يضار المؤمن برؤية ربه الحق فيقول الله الحق في سورة الأنعام /62.
فالحق في الدنيا معنى تاه في البحث عنه الباحثون. وكل في فلك يسبحون يقول صاحب الحق الجلّيل في سورة الجاثية /22 : " وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ". الله الحق مثلما ينطقون هم، بقوله في سورة الذاريات /22 :﴿وفي السماء رزقكم وما توعدون فوربّ السماء والأرض إنّه لحق مثل ما أنكم تنطقون﴾.
كما نبّه تبارك وتعالى عباده بأنه هو الذي خلق السماوات والأرض بالحق وأرسل بالحق بشيراً ونذيراً في سورة البقرة /119: ﴿إنّا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم﴾.
وجاء اسم الحق وتعالى في آيات بينات فهو في سورة الحجر /8يقول : ﴿ما تنزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ﴾. والحق أيضاً هو القرآن الكريم يقول تعالى في سورة الزخرف: ﴿حتى جاءهم الحق ﴾، أي القرآن ورسول مبين، فلما جاءهم الحق يقصد القرآن العظيم أيضا لكنهم قالوا هذا سحر.
وقوله عزّ وجلّ في سورة ق/48: ﴿بل كذبوا بالحق لما جاءهم﴾. أي لمّا جاءهم القرآن المجيد فإنّهم كذبوه، ويشير جلّ جلّاله في القصص لذات المعنى بمعنى اسم الله الجلّيل الحق الإسلام، بقوله في بني إسرائيل في سورة الإسراء /81 . ورد الحق بأنه الإسلام في سورة الأنفال: ﴿ليحق الحق ويبطل الباطل﴾. وذلك في الشرك وعبادة الشيطان، وذكر تعالى في سورة النمل بأنّه الحق أي الإسلام في سورة النمل /79 :﴿ إنّ ربك يقضي بينهم بحكمة وهو العزّيز العليم . فتوكل على الله إنك على الحق المبين﴾ . لقد أوحى تباركت أسماؤه إلى رسله أن الله هو الذي يهدي إلى الحق وأمرهم أن يحكموا بين الناس بالحق فقال في يونس /35:﴿ قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي فما لكم كيف تحكمون﴾. الله هو الحق وقوله حق ووعده حق يقول في سورة الأنعام /73: ﴿قوله الحق وله الملك﴾، وفي سورة يونس /55 : ﴿ ألا إنّ وعد الله حق ﴾.
كذلك الحق سبحانه وتعالى هو العدل، ويشير لذلك بقوله الكريم في سورة الأعراف /89: ﴿افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ﴾. وأحق بعينه الذي ليس بباطل فذلك قوله في الحج /62 : ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يوعدون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير﴾.
* المصدر: أسماء في القرآن الكريم: محمد رجب السامرائي.
طباعة
ارسال