قال الإمام الحافظ أبو حاتم الرازي ((علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة ونابتة وعلامة القدرية أن يسمعوا أهل السنة مجبرة وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية)) نقله عنه الذهبي في كتاب ((العلو)).
وقال الإمام العارف الرباني الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره في كتاب ((الغنية)) نحو ما ذكر وزاد ((وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة عاصبيه وكل ذلك عصبية وغياظ لأهل السنة ولا اسم لهم إلا اسم واحد وهو ((أصحاب الحديث)) ولا يلتصق بهم ما لقيهم به أهل البدع كما لم يلتصق بالنبي تسمية كفار مكة ساحراً وشاعراً ومجنوناً ومفتوناً وكاهناً ولم يكن اسمه عند الله وعند ملائكته وعند أنسه وجنه وسائر خلقه إلا رسولاً نبياً برياً من العاهات كلها ((انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطعون سبيلاً))ا.هـ.
وزاد شيخ الإسلام ابن تيميه ((أن المرجئة تسميهم شكاكاً قالوا وهذا علامة الإرث الصحيح والمتابعة التامة فإن السنة هي ما كان عليه رسول الله اعتقاداً واقتصاداً وقولاً وعملاً فكما كان المنحرفون عنه يسمونه بأسماء مذمومة مكذوبة وإن اعتقدوا صدقها بناء على عقيدتهم الفاسدة فكذلك التابعون له على بصيرة الذين هم أولى الناس بها في المحيا والممات باطناً)) انتهى.
* المصدر: كتاب قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث: للعلامة جمال الدين القاسمي الدمشقي.
ما روى أن الحديث من الوحي
عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله ((ألا أوتيت القرءان ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول علكم بهذا القرءان فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فرحموه وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله )) رواه أبو داود والدارمي وابن ماجه.
وعن حسان بن عطية قال ((كان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله بالنسبة كما ينزل عليه بالقرآن ويعلمه إياها كما يعلمه القرآن)).
وعن مكحول قال قال رسول ((آتاني الله القرءان ومن الحكمة مثليه)) أخرجهما أبو داود في مراسيله.
قال أبو البقاء في كلياته ((والحاصل أن القرآن والحديث يتحدان في كونهما وحياً منزلاً من عند الله بدليل ((إن هو إلا وحي يوحي)) إلا أنهما يتفارقان من حيث إن القرآن هو المنزل للإعجاز والتحدي به بخلاف الحديث وإن ألفاظ القرآن مكتوبة في اللوح المحفوظ وليس لجبريل عليه السلام ولا للرسول عليه الصلاة والسلام أن يتصرفا فيها أصلاً وأما الأحاديث فيحتمل أن يكون النازل على جبريل معنى صرفاً فكساه حلة العبارة وبين الرسول بتلك العبارة أو ألهمه كما نتفقه فأعرب الرسول بعبارة تفصح عنه)) انتهى.
وفي المراقاة أن (منهم) من قال بأنه عليه الصلاة والسلام كان مجتهداً ينزل اجتهاده منزلة الوحى لأنه لا يخطىء وإذا أخطأ ينبه عليه بخلاف غيره.
وفيها عن الشافعي أنه قال ((كل ما حكم به رسول الله فهو مما فهمه من القرآن قال لقوله ((إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه)) وقال ((جميع ما تقوله الأئمة شرح للسنة جميع السنة شرح للقرآن)) وقال ((ما نزل بأحد من الدين نازلة إلا وهي في كتبا الله تعالى)).
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود ((إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديقه من كتاب الله)) وعن ابن جبير ((ما بلغني حديث على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله تعالى)).
* المصدر: كتاب قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث: للعلامة جمال الدين القاسمي الدمشقي.
طباعة
ارسال