المراد بالغريب هنا : ما وقعَ في مَتْن الحديث من لَفْظة غامضة, بعيدة من الفهم, لقلة استعمالها، ولا يظهر بيانها إلا بالتفتيش عنها ، وهو خلاف الغريب( الفرد)، فذاك يرجع إلى الانفراد من جهة الرواية.
وهو فنٌّ مُهم يقبح جهله بأهل الحديث، والخوض فيه صعب حقيقٌ بالتَّحري, جديرٌ بالتَّوقي ،فليتحرَّ خائضه وليتَّق الله أن يُقدم على تفسير كلام نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بمُجرَّد الظُّنون ،وكان السَّلف يتثبتون فيه أشد تثبت، فقد سُئل الإمام أحمد عن لفظة في حديث, فقال: "سلُوا أصْحَاب الغَريب, فإنِّي أكره أن أتكلَّم في حديث رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - بالظن فأخطي".
وقال شعبة في لفظة:" خذوها عن الأصمعي فإنه أعلم بهذا منا".
و قد تكلم جماعة من أتباع التابعين في غريب ألفاظ الحديث منهم مالك والثوري وشعبة فمن بعدهم .
وهذه جملة من المصنفات فيه:
- غريب الحديث والآثار لأبي عبيد القاسم بن سلام
ويقال : أنه أول من ألف في غريب الحديث ولعله مع الاستقصاء في الجملة وإلا فأول من ألف فيه على الصحيح النضر بن شميل المازني
- وله ذيل لابن قتيبة الدينوري النحوي
- كتاب غريب الحديث لأبي سليمان حمد - بسكون الميم - الخطابي البستي
- كتاب أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وهو كتاب حافل أطاله بالأسانيد وسياق المتون بتمامها ولو لم يكن في المتن من الغريب إلا كلمة واحدة فهجر لذلك كتابه مع كثرة فوائده وجلالة مؤلفه.
سبل الوقوف على معاني الغريب:
من خلال النصوص( الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين).
من خلال مراجعة كتب الشروح.
من خلال الرجوع إلى المؤلفات في غريب ألفاظ الحديث النبوي.
من خلال كتب اللغة.
المؤلفات في الغريب :
- كتاب الغريبين أي : غريب القرآن وغريب الحديث لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروي .
- كتاب المغيث لأبي موسى المديني كمل به كتاب ( الغريبين ) واستدرك عليه.
- كتاب النهاية في غريب الحديث لابن الأثير الجزري.
وقد قال عنه ( السيوطي ) : وهو أحسن كتب الغريب وأجمعها وأشهرها الآن وأكثرها تداولا وقد فاته الكثير فذيل عليه ( الصفي الأرموي ) بذيل لم نقف عليه قال: وقد شرعت في تلخيصها تلخيصا حسنا مع زيادات جمة .
- كتاب مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي عياض ، جمع فيه بين ضبط الألفاظ واختلاف الروايات وبيان المعنى وخصه ( بالموطأ ) و ( الصحيحين ).
- كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار للحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف المعروف بابن قرقول كعصفور
- كتاب مجمع البحار في لغة الأحاديث والآثار لمحمد بن طاهر الفتني
طباعة
ارسال