صورته: أن يزيد أحد الرواة في الإسناد المتصل رجلاً على سبيل الوهم والخطأ مما لم يذكره غيره.
ومثل له الحافظ ابن الصلاح بما رواه بعضهم عن عبد الله بن المبارك عن سفيان عن عبد الله بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبد الله سمعت أبا ادريس يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها ".
ورواه آخرون عن ابن المبارك، فلم يذكروا سفيان.
قال أبو حاتم الرازي: وهم ابن المبارك في إدخاله أبا إدريس في الإسناد وهاتان زيادتان.
لكن قال السيوطي في تَدْريبُ الرَّاوِي الوَهْم في سُفْيان مِمَّن دون ابن المُبَارك, لأنَّ ثِقَات رووهُ عن ابن المُبَارك, عن ابن يزيد نفسه, منهم: ابن مهدي, وحسن بن الرَّبيع, وهنَّاد بن السَّري وغيرهم.
ومِنْهم من صَرَّح فيه بالإخْبَار, وفي أبي إدْريس من ابن المُبَارك, لأنَّ ثِقَاتٍ رَوَوهُ عن ابن يزيد فلم يذكُروا أبَا إدْريس, ومِنْهُم من صَرَّح بسَمَاع بُسْر من وَاثلة. انتهى.
وإن معرفة المزيد في متصل الأسانيد من أنواع العلة وعلاقته بعلم العلل وطيدة ، ويعلم من خلال ثبوت سماع التلميذ من الشيخ في الموضع الذي يظن أنه زائداً ،أي يكون بذلك متصلاً بهذه الزيادة،كما يدرك بالمزيد عندما تكون الزيادة غلطاً ، وبثبوت عدم سماع الراوي الزائد ممن فوقه سواء بالجملة أو لهذا الحديث.
ومما ينبغي أن يعلم أنه قد يحدث الراوي مرةً بذكر الواسطة ومرةً بدونها ،كأن يكون سمع الراوي مرة من شيخ بواسطة ،ثم سمع من هذا الشيخ مباشرةً فرواه عنه بلا واسطة ،فصحت بذلك روايته من الوجهين: بالواسطة وبدونها.
كما أنه قد يتوقف في بعض الحالات هل هي من المزيد أم لا ،لكونه محتملاً للأمرين ،ولذا ليست كل الأحاديث التي قيل إنها من المزيد هي كذلك.
وقد صنف الحافظ الخطيب البغدادي في المزيد كتاباً حافلاً سمَّاه :
«تمييز المَزِيد في مُتَّصل الأسانيد» وإن قال بعض العلماء في كثير منه نظر ،وللعلائي عناية به في جامع التحصيل ،وكذا ابن حجر في فتح الباري
وللباحثة سميرة بنت محمد بن سلامة عمرو بحث أكاديمي جيد مطبوع بعنوان : المزيد في متصل الأسانيد دراسة نظرية تطبيقية.
----------
انظر : مقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 63) ،وتَدْريب الرَّاوِي (ج 2 / ص 99) .
طباعة
ارسال