• شروط المفسر وآدابه  
  • التّداوي بالدّعاء  
  • القنوت في النوازل سُنة نبوية  
  • احتساب الأنبياء عليهم السلام  
دار الإسلام الصفحة الرئيسية
دار الإسلام  دار الاسلام
دار الإسلام تأملات إسلامية
دار الإسلام آداب اسلامية
دار الإسلام الرقية الشرعية
دار الإسلام مقالات اسلامية
دار الإسلام دراسات اسلامية
دار الإسلام في رحاب الشريعة
دار الإسلام عيون الحكمة
دار الإسلام الطب والاسلام
دار الإسلام أشراط الساعة
دار الإسلام  القرآن الكريم
دار الإسلام علوم القرآن
دار الإسلام أدعية قرآنية
دار الإسلام فضائل القرآن
دار الإسلام قصص القرآن
دار الإسلام أحكام التجويد
دار الإسلام أمثال قرآنية
دار الإسلام مصطلحات قرآنية
دار الإسلام التفسير الميسر
دار الإسلام قواعد حفظ القرآن
دار الإسلام أخلاق قرآنية
دار الإسلام طرق حفظ القرآن الكريم
دار الإسلام العلماء القراء
دار الإسلام أسماء في القرآن الكريم
دار الإسلام مباحث عقدية
دار الإسلام  الحديث الشريف
دار الإسلام أدعية نبوية
دار الإسلام قصص نبوية
دار الإسلام أمثال نبوية
دار الإسلام علوم الحديث الشريف
دار الإسلام تدوين السنة
دار الإسلام كتاب وعالم
دار الإسلام مصطلحات حديثية
دار الإسلام وصايا نبوية
دار الإسلام الأربعون النووية
دار الإسلام الأحاديث القدسية
دار الإسلام جوامع كلم النبي
دار الإسلام نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام
دار الإسلام المصطفى كأنك تراه
دار الإسلام تراجم علماء الحديث
دار الإسلام واحة الحديث الشريف
دار الإسلام  الإقتصاد الاسلامي
دار الإسلام مقدمات هامة
دار الإسلام دراسات اقتصادية
دار الإسلام مقالات علمية متنوعة
دار الإسلام مقالات اقتصادية متنوعة
دار الإسلام دليل الشركات
دار الإسلام من نحن
دار الإسلام الإعلان في الموقع
دار الإسلام الاتصال بنا
2/2/2019
ولقد كرمنا بني آدم
Tweet
دار الإسلام
ضاقت بنا الدنيا برغم مداها .. ..  وبكت عيون الناس من بلواها
ربــاه أكرمنـا بيسـر عاجــل .. .. واجعـل سـرور نفوسنا تقواهـا

يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}(الإسراء:70).
يخبر سبحانه في هذه الآية أنه اختار الإنسان على سائر المخلوقات، وكرمه عليها، وفضله تفضيلا.
وقد ذكر سبحانه مظاهر هذا التكريم في كتابه.. فكان مما كرمه به:
ـ أنه خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، في احتفال تعظيم، وموكب تكريم.. ليس عبادة له، ولكنه تكريم وتبجيل وبيان لميزة هذا المخلوق الكريم.

ـ أكرمه بالعلم، وزينه بالفهم والحلم، وخصه بالإرادة والعلم و النطق و البيان. ووهبه أعظم ميزة ميزه بها على سائر من دونه، وهي العقل: أساس التكليف، ومحور التشريف، يكتسب به المعارف والعلوم، وبه يكون الاختراع والإبداع، يستكشف به الكون ويحل أسراره ويستخرج كنوزه.

ـ وأسكنه فسيح جناته، قبل أن يخرق هذا التكريم بالأكل من الشجرة، فكانت أول عقوبة بالنزول إلى الأرض.
ـ فلما أنزله إلى الأرض جعله خليفة فيها ـ والخليفة يستمد شرفه وقدره من منزلة مستخلفه ـ وحمله الأمانة، أمانة التكليف وهو من أعظم مظاهر التكريم والرفعة و التشريف، بعد أن أبت السموات والأرض والجبال واشفقن منها.

ـ سخر له الكون وما فيه لخدمته فالأفلاك دائرة بما فيه مصالحه. والشمس القمر الكواكب مسخرات جاريات بحساب أزمنته وأوقاته، وإصلاح مراتب أقواته. والعالم الجوي و العالم الأرضي، البر والبحر والجو كلها مسخرات لخدمته {وَهُوَ ٱلَّذِى سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

وحتى الملائكة حملة العرش ومن حوله يستغفرون له، والموكلون به يحفظونه، والموكلون بالقطر يسعون في رزقه. ومنهم معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه بأمر الله.

وبالجملة فإن الله كرم بني آدم، وجعل كرامة الإنسان جوهر إنسانيته، ولب بشريته، وأساس حياته وسر رفعته. خلقه واصطفاه، وفضله واجتباه، وأعده أكمل إعداد وأوفاه، وهيأ له كل ما يحتاجه مما تقوم به حياته ويصلح به أمر دينه ودنياه.. وأكرمه بالفطرة السوية، والعقيدة النقية، وحمله الأمانة الغالية، وكلفه بحمل الرسالة السامية، أنشأه من الأرض ليعمرها، واستخلفه فيها ليصلحها، فينفذ رسالته ويطبق شريعته.

وهذا التكريم تكريم عام شمل كل بني آدم، ودخل تحته جنس البشر، فدخل فيه الكافرون كما دخل فيه المؤمنون، والعاصون كما الطائعون، والصالحون والطالحون.. فكلهم شملهم تكريم الرب لهم. فهو تكريم عام حصله كل إنسان من جهة ذاته، وروحه، وعقله.
فمن جهة ذاته: حسن صورته، عدل قامته، وقوم هيئته {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}
ومن جهة روحه: جعلها قابلة للتحلي بأكمل الصفات، وأطهر الأخلاق، وأزكى السمات.
ومن جهة عقله: هيئه لإدراك الحقائق، وحصول المعارف، وفهم الدقائق، وربط الأسباب بمسبباتها ووجوه ارتباطها وانفصالها.

إكرام الإنسان لنفسه:
فإذا كان الله قد رضي لنا الإكرام ولم يرض لنا المهانة فعلينا أن نعيش كراما.. وإنما يكون ذلك بأمرين:
أولا: أن نحفظ كرامة أنفسنا:
فنكرم عقولنا: بالعلم والمعرفة والتفكر والتدبر والتأمل، وتنزيهها عن الأوهام والضلالات.
ونكرم قلوبنا بالإيمان وحب الله والتوكل عليه وتنظيفها من أوضارها، وتنقيتها من أمراضها، كالحقد والكراهية والحسد والغل، والمكر والخديعة.
ونكرم أرواحنا: بذكر الله، ومكارم الأخلاق، والسمو بذواتنا وتنزيهها عن الغفلة والدناءة وخوارم المروءة.
ونكرم جوارحنا بالطاعة، وبتحري أكرم الأقوال والأفعال والأحوال، وتجنب المعاصي والترفع عن الدنايا والمهانة.
فكن كريم النفس عزيزها، لا تتذلل لبشر فقد جعلك الله كريما. إن من يرزق الطير في السماء، والسمك في الماء، والنمل في الجحور، لن ينساك.

ثانيا: أن نحفظ كرامة الآخرين
فقد حفظ الله للناس جميعا كرامتهم، وصان أموالهم ودماءهم وأعراضهم، ووضعت الشريعة الإنسان في أعلى مكانة، وأسمى منزلة، ودعت إلى احترام الجنس البشري عموما وتكريم ذاته، حتى اعتبرت الاعتداء عليه ظلما اعتداء على الإنسانية كلها. {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}(المائدة:32).

وصانت الشريعة الأعراض وصانت الكرامة فلا يجوز أن يؤذى إنسان في حضرته، ولا أن يهان في غيبته، فلا تجرح إنسانا، ولا تهن كرامة أحد كرمه الله مهما كان شأنه. وإياك والهمز واللمز والسخرية والاستهزاء، فرب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره. وأكرم اليتيم والمسكين وابن السبيل، والمحتاج والأرملة. واحفظ كرامة المرأة زوجة أو بنتا أو أما. وأعطها حقوقها لا تستغل ضعفها واصبر عليها واحتسب.

كرامة أعلى وأجل:
كان ما سبق نوعا من إكرام الله للإنسان، غير أن هناك نوعا آخر من التكريم أعلى من الأول وأعظم وأجل، وهو أن الله دل الإنسان عليه، وعرفه به، وأرسل له الرسل، وأنزل عليه الكتب، ودعاه إلى الإيمان والعمل الصالح، وفتح له باب التقرب إليه متى شاء وأنى شاء {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(البقرة:186).

ولم يحوجه إلى وسطاء يتحكمون في ضميره، ويقفون حاجبا بينه وبين ربه: [مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ](رواه مسلم عن أبي هريرة).

وجعل بابه مفتوحا لكل من دعاه وكل من رجاه وأمل عفوه ومغفرته بعد أن عصاه: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}.. فليس هناك لا صكوك غفران، ولا جلسات اعتراف بالذنب، ولا كهنوت ولا وساطات بين الله والعباد.
فكان هذا الأمر بعبادته أشبه بالتكليف بعد التشريف، وإن كان هو في حد ذاته تشريفا
وممــا زادني شرفًا وتــيهًــا .. .. وكدت بأخمصي أطأ الثريـا
دخولي تحت قولك يا عبادي .. .. وأن صيَّرت أحمد لي نبيـا

فمن أراد كرامة الدارين، وسعادة الحياتين، ورفعة الدنيا والآخرة فليكرم نفسه بطاعة ربه، وعبادة مولاه، ولا يهن نفسه ولا يشنها بالشرك والكفر والإعراض، والبعد عن طاعة من أكرمه بالإيجاد وأحسن إليه بكل أنواع الإحسان.
فمن أقبل على الله طائعا راضيا فهو المكرم المقرب، ومن أعرض عن الله فهو المبعد المهان {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18].

فاللهم أكرمنا في الدارين، وأسعدنا في الحياتين، واجعلنا نعيش عيش الكرماء، ونحيا حياة الأتقياء، ونكون في الآخرة من السعداء.
والحمد لله رب العالمين.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* إسلام ويب.


دار الإسلام طباعة دار الإسلام ارسال
Tweet
أحدث الإضافات
دار الإسلامدار الإسلامدار الإسلام
1 . لطائف حول (نزل) و(أنزل) في القرآن
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
2 . إثبات صفة العين في القرآن الكريم
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
3 . الآيات القرآنية في رؤية الله في الآخرة
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
4 . التشكيك في الإيمان من أعمال الشيطان
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
5 . الشفاعة في آيات القرآن الكريم بين النفي والإثبات
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
6 . لا نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
7 . نقصان الإيمان بالمعاصي
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
8 . لفظ (حفظ) في القرآن الكريم
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
1 . الكوثر والحوض من الخصائص النبوية
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
2 . عموم البعثة النبوية للإنس والجن
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
3 . وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
4 . أثر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في نجاح دعوته
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
5 . انظروا إلى من هو أسفل منكم
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
6 . كل شيء بقدر حتى العَجْز والكَيْس
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
7 . يا وزَّانُ زِن وأرجح
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
8 . الوفاء النبوي مع أم المؤمنين خديجة
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
1 . (لم يسرفوا.. ولم يقتروا) قاعدة ذهبية للإنفاق
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
2 . جماليات الدين في المحافظة على المال
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
3 . خصائص الاقتصاد الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
4 . الإسلام حل أمثل للمعضلات الاقتصادية في العالم الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
5 . التنمية الاقتصادية في الإسلام
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
6 . نعم للزكاة لا للضريبة في حل المشاكل الاقتصادية
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
7 . الوقف والاقتصاد
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
8 . الأزمات الاقتصادية وثورة الجياع
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
دار الإسلام
 
 
سجل في دليل صنعه مسلم
 
لماذا أسجل؟ | الدليل
 
دار الإسلام
دار الإسلام دار الإسلام
تراجم شيوخ القراء
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن تراجم شيوخ القراء
كيف تحفظ القرآن الكريم
دار الإسلام
تعلم كيف تحفظ القرآن الكريم
الإعجاز العلمي
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن الإعجاز العلمي
شبهات وردود
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن شبهات وردود