وللاستفادة من آلة التسجيل صور كثيرة، أكتفي ببعضها:
الصورة الأولى:
1-اشتر ختمةً كاملةً للقرآن الكريم مسجَّلةً مرتَّلةً بصوت قارئ متقن، كالحصري، أو المنشاوي، مثلاً.
2- أحضر الشريط الأول معك في السيارة، واسمعه للمرة الأولى من أوله إلى آخره.
3- أعِدْ سماعه مرة ثانية.
4- أعِدْ سماعه للمرة الثالثة، وحاول أن تردِّدَ معه الآيات، تبدأ حيث يبدأ، وتقف عندما يقف.
5- في سماعك للمرة الرابعة: إذا بدأ الآية الأولى فردِّدْ معه، فإذا انتهت الآية أوقفْ آلةَ التسجيل وكرِّرِ الآية غيباً، فإذا أخطأتَ بها أعدِ المحاولةَ مرة أخرى، وإن قرأتها صحيحةً فكرِّرْها ثلاثَ مرَّاتٍ غيباً لترسخَ في ذهنك رسوخاً جيداً بإذن الله تعالى.
6- انتقل إلى الآية الثانية واصنع كما صنعت في الأولى تماماً.
7- ثم لا تنسَ عملية الرَّبْط التي تحدثنا عنها غيرَ مرة.
وهذه الطريقة كما أنها تصلح في السيارة تصلح في البيت، ولكن إذا أردت أن تحفظ بها في البيت فلا بد من بعض الملاحظات:
أ-اسمع السورة أولاً وأنت تفتح المصحف تتابع الوقف والابتداء.
ب- قَسِّم السورة إلى مقاطع على حسب المشاهد والمعاني، على ألا يزيد المقطع على خمس آيات.
ج- اسمع المقطع الأول ثم كرره غيباً، فإن رأيت المقطع كبيراً ويثقل حفظه عليك، فاكتف بنصفه.
د- هذه الطريقة تصلح للمكفوفين كثيراً.
وقد حفظ بهذه الطريقة أناس كثيرون جداً.
الصورة الثانية: تشغيل العقل الباطن:
وهي شبيهةٌ بأختها الصورة الأولى، مع اختلاف يسير في الأسلوب:
1-اختر شريط (كاسيت) للسورة التي ترغب في حفظها، بصوت أحد القرَّاء المتقنين الذين ترتاح لقراءتهم النفس.
2- اسمعه من آلة التسجيل، ورأسك على الوسادة قبل النوم، والأنوار مطفاة، والهدوء كامل وسكون الليل ضافٍ
3- أصْغِ بكُلِّيَّتِكَ إلى صوت القرآن وهو ينساب من حنجرة مؤمنة.
4- حاول أن يكون الصوت منخفضاً قدر الإمكان.
5- استيقظ فجراً، وحذارِ من النوم بعد الصلاة، وحاول أن تقرأ من المصحف السورةَ التي استمعتَ إليها قبل النوم، ستجد أنك تحفظها بسرعة عجيبة، وجرِّب فالتجربة أكبر برهان.
ولهذه الطريقة فوائد، منها:
1-أن العقل الباطن لا بد وأن يعمل، والقضايا التي يجول فيها، أو تجول فيه، هي القضايا اليومية التي يعاني منها الإنسان في يومه، وعلى وجه الخصوص آخر النهار، وقبل النوم، فالعقل الباطني يعمل طوال الليل آخر قضية شغلتْه، فيبقى يردد الآيات التي خزَّنها قبل النوم في الذاكرة، فعندما يستيقظ الإنسان في الصباح، يُحِسُّ بلسانه يتحرك من حيث لا يدري بنفس الصوت والنغمة التي سمعها قبل نومه.
ومن هنا ندرك السرَّ في اختيار المسيطرين على إعلام أمتنا- من إذاعات وقنوات بثٍّ- لبرامج آخر الليل من الغناء الفاجر، والمسلسلات الخليعة التي أفرزت لنا جيلاً لم يَعُدْ يفكر في قضايا دينه، وأمته، بل صار جُلُّ اهتمامه وتفكيره كيف يُرْوِي ظمأَ لَهْوِهِ وشهْوته، فحَذارِ- يا أخي المسلم يا من تريد أن تكون من حفظة القرآن- أن تضع الراديو أو المسجلة على أذنك قبل النوم لتسمع ما لا يرضي الله ورسوله.
2- هذه الطريقة تنفعك كثيراً في المراجعة.
3- إذا كنتَ تُعاني من الاكتئاب النفسي وضيق الصدر فهي دواء مجرَّب.
4- إذا كنت مصاباً بمرض الأرق وعدم النوم بسرعة، فإنها خير علاج.
5- تنفع كعلاج للمصابين بمسِّ الجنِّ وأمراض الصَّرْع، والمنامات المزعجة يختار لهم بعض السور والآيات، كآية الكرسي والمعوذتين، ويسمعونها قبل النوم، فيذهب عنهم ما يعانون وذلك مجرَّب مشهور.
6- تساعد المكفوفين كثيراً في تركيز حفظهم ومراجعته.
الصورة الثالثة: تكرار الشريط لمدة الأسبوع:
1-اختر السورة التي تودُّ حفظها مسجَّلةً على شريط (كاسيت) لمقرئ متقن.
2- اسمعه بشكل دائم لمدة أسبوع كلما انتهى أعِده مرة أخرى، ويمكن أن يكون ذلك بسيارتك، بحيث لا يأخذ منك وقتاً، أو في مجال عملك.
3- في نهاية الأسبوع، اجلسْ بين المغرب والعشاء في المسجد، وليكن يوم الجمعة مثلاً، واقرأ السورة التي استمعتَ إليها طيلة الأسبوع محاولاً حفظها.
4- سَتُفَاجأُ بأنك قد حفظتَ هذه السورة بشكل جيِّد، وما عليك إلّا قليل من التركيز، وتثبت هذا الحفظ بالمراجعة والتَّكرار.
5- ابدأ من يوم السبت بسورة ثانية، وبالأسلوب نفسه، ستصل إلى نتائج طيبة بإذن الله تعالى، وسترى أنها لا تأخذ منك الوقت الكثير، وهذه الطريقة تصلح لأصحاب الأعمال الكثيرة المزدحمة عليهم.
ملاحظة: تحديد الأوقات والأيام ذكرته على سبيل التمثيل لا على سبيل الإلزام، وإلا فللأخ أن يختار الوقت الذي يتناسب مع حاله وعمله.
* المصدر:
كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى غوثاني.
طباعة
ارسال