ولذلك عدة صور، منها: الصورة الأولى: الأب مع أولاده:
1-أحضر آلة التسجيل وشريطاً فارغاً، وأحضر ولدك الذي يبلغ من العمر أربع سنوات فما فوق.
2- اختر سورة من قصار السور كالمعوذتين مثلاً.
3- اقرأ بصوتك المرتل الآية الأولى، وأمر ولدك أن يردِّدَ خلْفك، والمسجِّلُ يسجِّل صوتك وصوته.
4- قل لولدك: هذا درسُك اليوم، وعَلِّمْه كيفية تشغيل آلة التسجيل، وناولْه الشريط، وقل له: اسمعه جيداً واحفظه، وسأختبرك في المساء.
5- إذا ثقل عليك التسجيل اليوميّ، فبالإمكان أن تسجل مجموعة من السور تصلح لأن تكون دروساً لمدة أسبوع، وفي نهاية الأسبوع تختبره في جميع السور.
وهذه الطريقة ممتازة ومجربة، فلقد كان شيخنا الحافظ الجامع الشيخ سيد لاشين أبو الفرح يحفِّظ بها ولده الذي استطاع أن يَحْفَظ القرآن كاملاً وهو ابن تسع سنين، وبنته الصغرى حفظت بنفس الأسلوب وذلك أن الطفل وهو في هذه السن يطرب لسماع صوته، ويشدُّه ذلك كثيراً فتجد اهتمامه عالياً، ثم إنه يسمع الآيات مرتين، مرة بصوت أبيه ومرةً بصوته، فيحفظها بدون عناء.
ومن فوائدها أن الطفل يُحسُّ بشخصيته المستقلة، وأنه يعتمد على نفسه في تشغيل المسجل، والاحتفاظ بنسخته الخاصة من الشريط، ويدرك الطفل أخطاءه بنفسه من خلال مقارنة قراءته بقراءة أبيه، ولا يخفى أن المراد بالأب- هنا- المتقن للقراءة، وإلا فالأستاذ الذي يُعَلِّم القرآن يمكن أن يقوم بهذه المهمة.
الصورة الثانية:
طريقة مبتكرة للأطفال الذين تبدأ أعمارهم من 3 سنوات:
1-يسجِّل قارئٌ متقنٌ قصار السُّور، مبتدئاً بسورة الناس والفلق والإخلاص، على طريقة المصحف المعلم.
2- يسكت القارئ بعد كل آية، ويردِّدُ خلفه أربعة من الأولاد أصحاب الأصوات الجيدة، ويُراعى في ذلك حسن الإخراج ونقاء الصوت.
3- بعد قراءة السور الثلاث بهذه الطريقة، تُكرَّر مرة ثانية وثالثة ويستمر القارئ في التكرار إلى أن ينتهي الوجه الأول للشريط.
4- وفي الوجه الثاني يُختار ثلاث سور أخرى بنفس الطريقة.
5- ضع هذه الشريط في آلة تسجيل في مكان مرتفع بعيد عن متناول الأيدي، واترك الأولادَ يلعبون ويمرحون ويتحركون على سَجيَّتِهم، سترى بعد مدة وجيزة جداً أنهم أتقنوا حفظ هذه السور المسجَّلة بدون عناء، بل ويردِّدُونها أثناء اجتماعهم مع أقرانهم.
6- يمكن أن تجرِّبَ ذلك الأمّ وهي في المطبخ، فإنها ستستفيد بنفسها، وسيستفيد أولادها الذين يلتصقون بها أينما تحركت في جوانب البيت، وسترى أن أولادها يطالبونها وبإلحاح بذلك الشريط.
7- من فائدة هذه الطريقة أن الطفل يسمع- من خلاله- أصواتاً لأطفال مثله، وهو مقلِّدٌ من الدرجة الأولى، فيحاول أن ينطِق مثل الصوت الذي يسمعه، فيقرأ قراءة صحيحة، فيحفظ بسرعة فائقة.
* المصدر:
كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى غوثاني.
طباعة
ارسال