تختلفُ الذّاكرة عند الناس من شخص لآخر، فبعضهم ذاكرتُه بصرية، بحيث إنه لو قرأ كتاباً ولو لمرة واحدة، يحفظ ببصره أماكن الأفكار، والزَّوايا المكتوبة فيها، فيقول لك: المعلومة (الفلانية) موجودة في الكتاب (الفلاني) في الصفحة اليمينية، ولو لم يُسْمِعْ نفسه أثناء القراءة، وبعضهم ذاكرته سمعية، يقول لك بعد مضيّ عشرين سنة: سمعت كذا وكذا من فلان، ويذكره لك بالنص.
بعد هذه المقدمة أقول: إن طريقة الكتابة بالنسبة للحفظ طريقة رائعة، ولا سيما إذا اقترنت بالنظر والسماع.
وطريقة الكتابة لها عدة صور، منها:
1-أن تحفظ خمس آيات-مثلاً- وتركز النظر جيداً على الآيات وشكلها وبعد الحفظ تحاول أن تكتب ما حفظتَ، ثم تعقد مقارنة بين ما كتبتَ وبين المصحف، وتلاحظ الأخطاء التي اكتشفتها.
2- أن يكتب الشيخ لطلابه الآيات المطلوب حفظها في دفاترهم، أو على السبورة أمامهم، ثم يكتبون خلفه، فيُصَحِّحُ لكل واحد كتابته، ثم يأمرهم بالحفظ مما كتبوا، ثم يسمعُ منهم ما حفظوه ثم يأمرهم بكتابة الآيات نفسها من حفظهم، فما حُفِظَ بهذه الطريقة لا ينسى بإذن الله؛ لأنه منقوشٌ على صفحات الذاكرة، واجتمعتْ فيه أكثر منافذها.
* المصدر:
كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى غوثاني.
طباعة
ارسال