• شروط المفسر وآدابه  
  • التّداوي بالدّعاء  
  • القنوت في النوازل سُنة نبوية  
  • احتساب الأنبياء عليهم السلام  
دار الإسلام الصفحة الرئيسية
دار الإسلام  دار الاسلام
دار الإسلام تأملات إسلامية
دار الإسلام آداب اسلامية
دار الإسلام الرقية الشرعية
دار الإسلام مقالات اسلامية
دار الإسلام دراسات اسلامية
دار الإسلام في رحاب الشريعة
دار الإسلام عيون الحكمة
دار الإسلام الطب والاسلام
دار الإسلام أشراط الساعة
دار الإسلام  القرآن الكريم
دار الإسلام علوم القرآن
دار الإسلام أدعية قرآنية
دار الإسلام فضائل القرآن
دار الإسلام قصص القرآن
دار الإسلام أحكام التجويد
دار الإسلام أمثال قرآنية
دار الإسلام مصطلحات قرآنية
دار الإسلام التفسير الميسر
دار الإسلام قواعد حفظ القرآن
دار الإسلام أخلاق قرآنية
دار الإسلام طرق حفظ القرآن الكريم
دار الإسلام العلماء القراء
دار الإسلام أسماء في القرآن الكريم
دار الإسلام مباحث عقدية
دار الإسلام  الحديث الشريف
دار الإسلام أدعية نبوية
دار الإسلام قصص نبوية
دار الإسلام أمثال نبوية
دار الإسلام علوم الحديث الشريف
دار الإسلام تدوين السنة
دار الإسلام كتاب وعالم
دار الإسلام مصطلحات حديثية
دار الإسلام وصايا نبوية
دار الإسلام الأربعون النووية
دار الإسلام الأحاديث القدسية
دار الإسلام جوامع كلم النبي
دار الإسلام نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام
دار الإسلام المصطفى كأنك تراه
دار الإسلام تراجم علماء الحديث
دار الإسلام واحة الحديث الشريف
دار الإسلام  الإقتصاد الاسلامي
دار الإسلام مقدمات هامة
دار الإسلام دراسات اقتصادية
دار الإسلام مقالات علمية متنوعة
دار الإسلام مقالات اقتصادية متنوعة
دار الإسلام دليل الشركات
دار الإسلام من نحن
دار الإسلام الإعلان في الموقع
دار الإسلام الاتصال بنا
12/12/2011
لطائف في قوله تعالى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾
Tweet
دار الإسلام

سأقف بالأخ القارئ وقفة فيها تأمل عميق عند آيتين كريمتين من سورة البقرة، وهما قوله جل وعلا: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ256/2اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة:256-257]. هاتان الآيتان تقرران حقيقة كبير ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ وبقية الآيتين شرح لهذه الحقيقة وتعليق عليها، وهذه بعض إشارات بلاغية وتوحيدية حول الآيتين:

أولاً: احترام العقل طابع مميز لدين الإسلام، وإذا كانت معجزات الأنبياء عليهم السلام، قادت الناس بخوارق العقل، فإن معجزة القرآن قادت مواكب الإنسانية إلى الإيمان بشعاع العقول وأنوار فكرها، ومن هنا كان قول الله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ تكريما للإنسان واحتراما لفكره وشعوره، وتقريرا لمبدأ حرية الفكر والعقيدة؛ لأن حرمّة الفكر إذا سلمت من تأثيرات الرغب والرهب، فلن تقود إلا إلى الدين الخالص دين الله وهو الإسلام.

ثانياً: لا إكراه في الدين، لا نافية للجنس، أي لجنس الإكراه هنا، فجميع أنواع الإكراه هنا منفية، وما على الدعاة المسلمين إلا أن يبينوا للناس رشدهم من غيهم مكملين بذلك رسالة العقل الذي يمكن أن ترين عليه رواسب التقاليد، فما على المسلمين إلا أن يزيلوا تلك الرواسب بالحكمة والموعظة الحسنة، والمحاجة بالحسنى، وبعدئذ ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.

ثالثاً: يروى أن الآية ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ نزلت في رجل من الأنصار كان له ولدان تنصرا وسكنا الشام مدة، ثم جاءا إلى المدينة فأرادهما أبوهما أن يسلما فأبيا، فاحتكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبوهما: كيف أطيق أن أرى ولدي- وهما بضعة مني- يتحرقان بالنار؟ فكان حكم النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.

رابعاً: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾تبين البون الشاسع بين ممارسات رجال الدين المسيحي، وبين فقه الدعاة المسلمين. أولئك سفكوا دماء إخوانهم ودماء المسلمين، فلم يستطع مسيحي أن يعيش في ظل الكنيسة إلا منقاداً لآرائها حقا كانت أم باطلة، وبذلك الاستبداد ذبح مئات الآلاف من النصارى عبر التاريخ بسكاكين النصارى، وذُبح آلاف المسلمين في الأندلس حين أصروا على الاستمساك بدينهم، بينما عاش المسيحيون في أسبانيا ثمانية قرون ينعمون بحرية العقيدة في ظلال الإسلام:

خامساً: قد يتساءل كيف نوفق بين قول الله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْـمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [التحريم:9]؟ والجواب: أن الآية الكريمة نزلت بعد خمس عشرة سنة من تحمل الأذى والبلاء، وبد إخراج المسلمين من ديارهم، وبعد غطرسة كافرة وفتنة للمسلمين كانت أشد من القتل، وبعد إصرار من الكافرين على أن يردوا المسلمين كفاراً، ومن هنا فقد كان الجهاد الإسلامي رداً للعدوان، وقصاصاً للظالمين، وكان القتال في الإسلام لشق طريق العقيدة المنيرة في وسط الظلم والظلام، وأخيراً كان الجهاد في الإسلام لنشر مبدأ الحق والعدل والخير في غير تسلط، بل لقد كان الجهاد في الإسلام لتدمير الطغيان والقهر والتسلط؛ لكي يحل محلها المبدأ الإلهي ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.

سادساً: هاتان الآيتان وردتا بعد آية التوحيد العظمى: آية الكرسي، وهي التي أوضحت طريق الرشد، وسبيل المنهج الإسلامي، وصراطه المستقيم، فالرشد هو الإيمان والغيُّ هو الكفر، والإيمان بالله هو معاهدة بين العبد وربه يقوم العبد بموجبها بالولاء لله وحده، ومن ثم يكون جل وعلا وليا للذين آمنوا؛ أي ناصرا ومؤيداً وهادياً يهديهم إلى نور الإيمان والعمل الصالح، ويجنبهم ظلام الكفر والجريمة.

وكذلك فإن من آمن بالطاغوت، فقد عقد أيضاً محالفة مع الطاغوت، والطاغوت كل من عبد من دون الله وهو راض بالعبادة، أو رفض حكم الله وحكم بالهوى. والولاء للطاغوت مسخ للعقل، وطمس للقلب، ومن ثم فإن الطواغيت بضعفهم وعجزهم عن أي نفع، أو ضرر لن يجروا على أتباعهم إلا الجهل والعمى عن الحق، ولا شك أن ولاء العبد للإله الواحد القوى القاهر سيجعله في مأمن من كل شر، ومثل المؤمن إذ يستمسك بالإيمان على كل أحواله، ويسلم ولاء قلبه للإله العظيم الجبار، كمثل من يمسك بعروة وثقى لا تنفصم ولا تبت من حبلها الثابت، فهو دواماً في أمن مهما تهاوى من حوله أهل الضلالة.

سابعاً: ختم الله جل وعلا آية الإيمان والكفر بقوله: ﴿وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾؛ لأن الإيمان أقوال وأعمال ومعتقدات والقول يتطلب السمع، أما الأعمال والمعتقدات فتتطلب العلم بظاهر الأمور وباطنها، والله جل وعلا يسمع ما يقوله المؤمن وما يقوله غيره، كما يعلم ما يعلمه ويعتقده خلقه جميعا مؤمنين وكافرين.

ثامناً: في الآيتين إشارات بلاغية في غاية الجمال وظيفتها: إيضاح المعنى، وإضاءة طريق التأمل، فالرشد كناية عن الإيمان، والغي كناية عن الكفر، والعروة الوثقى هي كلمة التوحيد المنجية من كل شرّ. أما الآية الثانية فتشتمل على مقابلة في قمة البلاغة والجمال.

﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ﴾ ويقابلها كلمات تضادها تماماً ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾، وفي النور والظلمات استعارتان بديعتان.

أسأل الله أن ينور بصائرنا بنور الإيمان، ويهدينا سبل الصلاح والإحسان، ويهدينا في صحراء الحياة إلى واحة الأمان.

 

* المصدر: من لطائف التفسير: أحمد عقيلان.



دار الإسلام طباعة دار الإسلام ارسال
Tweet
أحدث الإضافات
دار الإسلامدار الإسلامدار الإسلام
1 . لطائف حول (نزل) و(أنزل) في القرآن
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
2 . إثبات صفة العين في القرآن الكريم
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
3 . الآيات القرآنية في رؤية الله في الآخرة
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
4 . التشكيك في الإيمان من أعمال الشيطان
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
5 . الشفاعة في آيات القرآن الكريم بين النفي والإثبات
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
6 . لا نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
7 . نقصان الإيمان بالمعاصي
التفاصيل | مباحث عقدية | دار الإسلام
8 . لفظ (حفظ) في القرآن الكريم
التفاصيل | مصطلحات قرآنية | دار الإسلام
1 . الكوثر والحوض من الخصائص النبوية
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
2 . عموم البعثة النبوية للإنس والجن
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
3 . وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
4 . أثر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في نجاح دعوته
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
5 . انظروا إلى من هو أسفل منكم
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
6 . كل شيء بقدر حتى العَجْز والكَيْس
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
7 . يا وزَّانُ زِن وأرجح
التفاصيل | جوامع كلم النبي | دار الإسلام
8 . الوفاء النبوي مع أم المؤمنين خديجة
التفاصيل | المصطفى كأنك تراه | دار الإسلام
1 . (لم يسرفوا.. ولم يقتروا) قاعدة ذهبية للإنفاق
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
2 . جماليات الدين في المحافظة على المال
التفاصيل | مقالات اقتصادية متنوعة | دار الإسلام
3 . خصائص الاقتصاد الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
4 . الإسلام حل أمثل للمعضلات الاقتصادية في العالم الإسلامي
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
5 . التنمية الاقتصادية في الإسلام
التفاصيل | مقالات علمية متنوعة | دار الإسلام
6 . نعم للزكاة لا للضريبة في حل المشاكل الاقتصادية
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
7 . الوقف والاقتصاد
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
8 . الأزمات الاقتصادية وثورة الجياع
التفاصيل | دراسات اقتصادية | دار الإسلام
دار الإسلام
 
 
سجل في دليل صنعه مسلم
 
لماذا أسجل؟ | الدليل
 
دار الإسلام
دار الإسلام دار الإسلام
تراجم شيوخ القراء
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن تراجم شيوخ القراء
كيف تحفظ القرآن الكريم
دار الإسلام
تعلم كيف تحفظ القرآن الكريم
الإعجاز العلمي
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن الإعجاز العلمي
شبهات وردود
دار الإسلام
اقرأ المزيد عن شبهات وردود